السلام وعليكم
لكل شئ نهاية .. ولا شئ يدوم على حاله فما كان باليوم شمس حتما سيكون بالغدا ماضي جميل نتلمس حروفه .. ولن تكون ايها النجم إلا أحد النجوم الذين نحت أسمه بعطائه في قلب أوراق القافلة الزرقاء .. و الرحيل لمثلك سنة فدوام الحال من المحال .. ويكفي أن ما قدمته في صفوف الهلال خلال مسيرتك الأحترافية يستحق أن يقال له وبلا منه شكرا من الأعماق .. فلقد كنت فارس ينبض بالحب والعطاء ويكفي دماء تصرخ كم أحببتكم ..!!
تفاريس .. كم مر اسمك هنا عرفان بما قدمت لهذا الكيان الأزرق ولن يكون منا إلا رد الوفاء لمن بذل وأجزل ولا أراك ايها النجم إلا عملة نادرة في زمن قل فيه الوفاء .. وستبقى لك ذكرى حتى وإن رحلت تبحث عن زادك وقوت يومك .. ومن ينسى أيها الفارس شذى عطائك الذي أعي حتى حروف الوفاء أن ترد جميلك التي أعلنت ذات يوم أنك وفي حتى الثمالة ..!!
أيها الفارس .. نحن ندرك أن الكرة مصدر رزقك ولن تلام حين تبحث لنفســك عن عقد يسيل له اللعاب في ظل تلك المستويات الرفيعة التي تقدمها .. ويكفي أيها الفارس أنك خلال مسيرتك مع زعيم القارة لم تتقاعس ذات يوم عن دورك الذي حضرت من أجله .. ومن ينسى ذلك النزف وتلك الدموع التي دوت في سماء هلالنا حين بكيت بكل حرقــة في أخر أيام عقدك الماضي .. لتصرخ بعدها الأصوات تطالب أن يكون ذلك الفارس ممن يحمل الجواز الأخضر ..!!
ايها الفارس .. إينما ذهبت وأينما كانت وجهتك .. فلن تجد منا سوى وفقك الله وهداك لطريقه وكم تمنينا ذلك لك فهو خير لك من الكنوز كلها .. بل كم تمنى أيها الفارس عدد من الأحبة أن تدلف قدماك طريق السعادة بألطف العبارات تستميل قلبك لديننا الحنيف .. هو واجب لا منة فيه على كل من يدب على هذه البسيطة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان المنهج أن لا يقتصر ذلك على نجم دون الأخر مهما كان حجمه .. إلا أنك جعلت تلك الأصوات تتزايد وتيرتها .. بجهدك وعرق عطائك ..!!
بل هل يستطيع أي متتبع لمسيرتك أن يرسم علامة استفهام واحدة بعد تلك السنوات التي قضيتها بين قلاع هلالنا .. إلا مجحف بحق من أعطى .. وما أعنيه أيها الفارس أنك كنت نموذجا أجبر كل منصف أن ينفث الحروف يطالب ببقائك .. فموهبتك وحماسك داخل المستطيل الأخضر وقتاليتك الجلية وأخلاصك المنقطع النظير .. وهدوء فكرك .. ورقي تعاملك مع زملائك .. ووفاؤك مع رجالات الهلال وأحداثه .. تكفي أن تجبر الجميع على أحترام شخصه رحل أم بقي .. وهو حق لك .. وليس لنا ألا رد الجميل ..!!
فرغم تزايد عدد معجبيك وحاجة الفريق لك لم أشاهد منك ذات يوم تصرف أو أشارة لا تليق تجاه زميل لك مهما كان جحم خطئه أثناء سير المباراة .. ليكون الكرت الأصفر وتعدده عربون تصحيح أخطاء من حولك .. لتعود بعدها الى موقعــك وقد ارتسمت على ملامحك علامات الرضى بعد أن أديت المهمــة بكل تفاني لتصبح مع مرور الوقت القائد الذي يحمل على عاتقه تذبذب مستوى من بجانبه وتعددهم .. بلا كلل أو ملل..!!
بل حين نمر على خارطة القافلة الزرقاء خلال الموسمين الماضيين لن نجد من ركض خلف الكرة بلا توقف أكثر منك .. فالكل ترجل لأسباب مختلفة .. لتكون أيها الفارس اللاعب الثابت في كل اللقاءات .. وعندما يقرع أذني تلك الأرقام الفلكية التي تدفع للعديد من المحترفين .. أدرك أنك أكثر لاعب أخذ أقل مما أعطى .. ومع كل ذلك لم نسمع إلا صوت أنفاسك وهي تلهث خلف الكرة تقذفها بعيدا عن شباكنـــا الزرقـــاء ..!!
فشكرا لك أيها الفارس على كل ما قدمت .. وشكرا على كل يوم كنت فيه بيننا .. وشكرا على كل صبة عرق ونزف ألم وحرقة عين .. شكرا تفاريس حتى وأن رسمت الحزن على محيى شعب بأكمله .. حين حزمت حقائبك ولملمت أغراضك تعلن ترجل من عزا علينا فراقه .. ولكن وفاء شعب ألزم الحروف أن تقول في كل مرة شكرا لك أيها المقاتل تفاريس ..!!
حروف نثرت لا أدري أولها من ختم حروفها ولكنها جاءت هكذا .. فلم تترك لنا الدنيا وزخرفها تمحيص خطأ ومراجعة زلل .. ولكن محاولة تواجد في لحظة وفاء .. نسأل العلي أن يكون ذلك خير لنا وله .. فلن يقف بدوننا .. ولن نقف بدونه .. وهذه سنة الله في خلقه فالأيام دول من سره زمن ساءته أزمان .. فقد يولد اللاهث في موطئ حزن ويموت في ركن فسيح من الأرض .. وقد يظن العبد الشر في أمر ويجعله الخبير العليم سنام الخير .. وليس لنا إلا التسليم .. وحسن الظن ..!!
رحل من أهل الدار من رحل .. وسيرحل بعده كل حي .. ولن تتوقف رحى المسير .. فبالامس نثرنا حروف الوفاء للنعيمة ويوسف وسامي .. واليوم لتفاريس .. وغدا حتما ستكون للأخطبوط و ياسر و الشلهوب و عزيز .. ولن تتوقف عجلة المسير ومن ظن غير ذلك فلقد جنح وأنزوى في ركن العواطف .. ولن يقتل المركب أكثر من نياح الناعين ..!!
قفلة
تفاريس .. لك وحدك دون غيرك .. ليتك فقط تردد قبل الرحيل حروف نفرح بها لك وكم والله يسعدنا أن يكون بيننا أخوة دين .. ترجح بأثقل الجبال في ميزان الرحمن .. فهي الباقية أما غيرها فهي متاع الغرور .. وفقك الله لما يحب ويرضى أينما كنت وأينما رحلت ..!!